احظ علماء خلال دراسة أجروها على أثر المشروبات الغازية على سلوك المراهقين أنه كلما أسرف المراهق في شرب هذه الأشياء يكون لديه سلوك عدواني ويصبح عنيفا مع غيره ويزداد هذا العنف بزيادة تناوله لها.
فقد وجد الباحثون بجامعة فيرمونت الأميركية أن المراهقين الذين كانوا يشربون علبتين فقط من المشروبات الغازية في الأسبوع يكونون أكثر عداونية تجاه أصدقائهم.
والذين كانوا يشربون 14 علبة في الأسبوع تضاعف لديهم احتمال التصرف بعنف نحو الأصدقاء أو الأشقاء أو الزملاء.
وأولئك الذين كانوا يشربون خمس علب أو أكثر من هذه المشروبات أسبوعيا أيضا كانوا أكثر احتمالا لأن يكونوا قد احتسوا الخمر أو دخنوا مرة واحدة على الأقل في الشهر السابق.
وقالت معدة الدراسة الدكتورة سارة سولنيك إنها وزملاءها شاهدوا أن الزيادة من تناول علبة واحدة أو أقل أسبوعيا إلى تناول أربع علب يمكن أن يزيد مستويات العنف تجاه الزملاء.
وأضافت أن شرب المزيد من المشروبات الغازية يؤدي إلى المزيد من العنف. وإذا شرب الشخص علبتين فمن الممكن أن يكون أكثر عنفا.
كما وجدت سولنيك أن الذين يشربون المزيد من المشروبات الغازية كانوا أكثر احتمالا للتورط في العنف وحمل السلاح. وتزداد حوادث العنف كلما زاد الشخص من تناوله لهذه المشروبات. لكنها أشارت إلى عدم معرفة سبب هذا الأمر.
وقالت إنه من الصعب القول بأن السكر هو السبب، نظرا لتوفره بكثرة في كثير من الأشياء الأخرى أيضا. فهناك مكونات أخرى في المشروبات الغازية التي يمكن أن تكون عاملا أيضا.
ويشار إلى أن الباحثين درسوا نحو ألفي شخص من سن 14 إلى 18 في عشرين مدرسة في مدينة بوسطن. وكان قد تم سؤال المراهقين عن عدد علب المشروبات الغازية التي استهلكوها على مدار الأسبوع السابق للتجربة قبل وضعهم في فئات استهلاك عالية أو منخفضة بناء على إجاباتهم. ثم سئلوا إذا كانوا عنيفين نحو زميل ما أو شقيق خلال العام السابق وإذا كانوا قد حملوا سلاحا أو سكينا.
وبينت نتائج الدراسة أن (43%) من المراهقين الذين شربوا 14 علبة أو أكثر أسبوعيا كانوا يحملون سلاحا أو سكينا، مقارنة بربع فقط (23%) من أولئك الذين شربوا علبة أو أقل.
ووجدت الدراسة أيضا أن ربع المراهقين الذين شربوا 14 علبة أو أكثر أسبوعيا كانوا يسيئون إلى زملائهم، مقارنة بـ 15% فقط من أولئك الذين لم يشربوا أكثر من علبة واحدة أسبوعيا.
وأن المدمنين على هذه المشروبات كانوا أيضا أكثر احتمالا مرتين لأن يكونوا عنيفين مع زملائهم (58%) وأشقائهم (43%).
وأضاف الدكتور ديفد همينغواي من جامعة هارفارد، مشارك في إعداد الدراسة، أن المراهقين الذين كانوا يكثرون من استهلاك المشروبات الغازية التي بها الكربونات كان احتمال السلوك العدواني لديهم أعلى من 9% إلى 15% وهو نفس المقياس كتأثير الخمر أو التبغ.
وقال همينغواي إنه قد يكون هناك علاقة سبب وتأثير مباشرة، ربما بسبب كمية السكر أو الكافيين في المشروبات الغازية.
لكنه أردف بأنه قد يكون هناك عوامل أخرى، غير مشمولة في تحليلاتهم، تسبب هذا الإسراف في المشروبات الغازية والعداونية.